يشهد العالم من حولنا تطورات متسارعة في المجالات كافة تفرض على الباحثين والمهتمين وصناع الرأي والقرار متابعتها باستمرار وتحليلها أولاً بأول لفهم أبعادها واستشراف مساراتها المستقبلية والتعامل مع ما تتيحه من فرص وتفرضه من تحديات بما يخدم مصالح الدول والشعوب، وهو أمر بات أكثر إلحاحاً في ضوء التحولات والتداعيات التي أفرزتها جائحة كوفيد-19 في المشهد العالمي.
ولم يعد خافياً على أحد أهمية الدور الذي أصبحت تضطلع به مراكز الفكر والبحوث في العالم في سعيها ومحاولتها فهم هذه التطورات وتحليلها واستشراف مستقبلها، ولا سيما في ضوء ما أحدثته الثورة المعرفية والتكنولوجية، التي يشهدها العالم من تحولات جذرية في طريقة فهمنا ومتابعتنا لهذه التطورات، وما أفضت إليه من ظهور قضايا جديدة لم تكن موجودة من قبل كالذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الرابعة، والحروب الرقمية، والاقتصاد الأزرق المستدام، والطاقة المتجددة، والأوبئة المعولمة، وغيرها من القضايا التي أصبحت تحتل قمة اهتمامات العالم، باعتبارها العامل الرئيسي في تحديد مكانة الدول وتطورها في المستقبل.
ضمن هذا السياق، جاء تأسيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات كمؤسسة بحثية فكرية مستقلة عام 2014، في أبوظبي تُعنى برصد القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والمعرفية في منطقتنا والعالم، وتحليلها وفق منظور استراتيجي يركز على تقديم دراسات متخصصة في هذه المجالات بهدف تقديم فهم أعمق لمختلف هذه القضايا، وتحليل الفرص والتحديات التي تفرضها التطورات الإقليمية والعالمية على مختلف الصُّعد، وما تحمله من تساؤلات مطروحة أو ممكنة، ومحاولة إيجاد إجابات علمية وموضوعية لها، من شأنها أن تُسهم في دعم مسيرة التنمية والتطوير المستدام التي تنشدها شعوب المنطقة والعالم.
وتأكيداً لأهمية التكامل والتعاون بين مراكز الفكر والمؤسسات الإعلامية في تقديم فهم أفضل للتطورات المتسارعة من حولنا، وزيادة وعي الرأي العام بأبعادها المختلفة، تأتي فكرة نشر هذا العمود الأسبوعي في صحيفة «الاتحاد» الغراء، والذي سيسعى من خلاله مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» إلى إلقاء الضوء على أبرز التطورات والتحولات العالمية والإقليمية وتحليلها بشكل يعزز الفهم بشأنها، ويسهم في تحقيق الأهداف التي نصبو إليها جميعاً.
*مركز تريندز للبحوث والاستشارات